على فُسطاطِ الأمير يمامة جاثمة تَحْضن بَيْضَها ،
تركها الأميرُ تَصنعُ الحياة و ذهب هو يَصنعُ الموت .. هي كأسعد امرأة ..تَرَى وتلمسُ أحلامَها ،
إن سعادةَ المرأة أولُها وآخِرُها بعضُ حقائق صغيرة كهذا البيض !
على فسطاط الأمير يمامةْ جاثمة تحضن بيضَها ،
لو سُئِلَتْ عن هذا البيض لقالت: هذا كَنزي ..
هي كأهنأ امرأة ، مَلَكَت مِلكها من الحياةِ ولم تفتقِر ..
هل أُكلف الوجودَ شياً كثيراَ إذا كلفتُهُ رجُلاً واحداً أحبه !
على فسطاط الأمير يمامة جاثمة تحضن بيضَها ،
الشمسُ والقمرُ والنجوم، كلُها أصغرُ في عينها من هذا البيض ..
هي كأرق امرأة عرفت الرقَّةَ مرتين : في الحب ، والولادة ..
هل أُكلف الوجود شياً كثيراً إذا أردتُ أن أكون كهذه اليمامة !
على فسطاط الأمير يمامة جاثمة تحضن بيضَها ،
تقول اليمامة : إن الوجودَ يحب أن يُرى بلونين في عين الأنثى ;
مرةً حبيباً كبيراً في رَجُلها، ومرة حبيباً صغيراَ في أولادها ..
كلُّ شيء خاضغ لقانونه .. و الأنثى لا تريد أن تخضع إلا لقانونها !
أيتُها اليمامة، لم تعرفي الأميرَ وتركَ لكِ فسطاطَه ..
هكذا الحظ: عدل مضاعفٌ في ناحية، وظلم مضاعف في ناحية أخرى ..
احمدي الله أيتُها اليمامة ، أن ليس عندكم لغات و أديان ، عندكم فقط الحب و الطبيعة و الحياة . . .
~ من كتاب وحي القلم : مصطفى الرافعي .
هناك تعليق واحد:
مررت من هنا.
إرسال تعليق