الأربعاء، 19 أغسطس 2009

حسنًا .. جئت للحديث عن أشياء جميلة حصلت في ذاك الوقت الطويل من الصمت ، لكنّ أمرًا آخر باغتني و أنا أفتح هذه الصفحة .. وصلتني صورة من البطاقة المدنية للمتهمة في حريق الجهراء ، شيء من الغثيان أصابني ، لا لأجل ما فعلت ، لكن أفكر في من تولّى مهمة ارسال هذه الصورة في البداية ، أي متعة يريد أن يشعر بها بهذا النوع من التصرف ؟ شيء من التشفي و التحرر مما يشعر به من غضب ؟ .. ربّما ، لكنّي حقًا لم أرغب في رؤية المزيد من هذه التصرفات التي لا تزيد المساحات إلا ضيقًا علينا ، و لا تزيد حزننا إلا تعبًا ، عندما تلقيت خبر فاجعة الجهراء كنت في لبنان أقضي أيامًا ساكنة من كلّ شيء ، إلا أن خبرًا كهذا ألبس الروح حزنًا طويلاً ، لم أتوقع في البدء أن الأمر بفعل أحدهم ، لم أتصور أصلاً أن أحدهم يمتلك هذه الجرأة في اللعب في النار و الناس ، كانت فكرة أن الخيمة سريعة الاشتعال و الكثير من الهواء لم يعط النساء الكثير من الوقت حتى يخلّصوا أرواحهم ، فكان أمر الله مقضيا ، الفاجعة الكبيرة حين جاءت الاعترافات الأولى من الزوجة الأولى للتحقيقات ، شيء ثقيل صار يكبت على النفس ، .. اليوم بعد مرور أيام حزن و غضب .. بكيت ، ليس على من رحلوا و على من تركوا وحدهم فقط ، بكيت المتهمة ! طبعًا لا أحد يعذرها .. أو يعذر جهلها .. أو شدة انفعالها التي أفقدتها أعصابها ، و لا حتى أنا مع كلّ التعاطف الذّي أشعر به اتجاهها ، لكنّي أرحم وحدتها و وحشة قلبها و روحًا تكالبت عليها نفسها الأمارة بالسوء ، أنا أصدّق قولها : " كيف أنوي قتل صديقاتي ؟ " ، الأسباب كلها لا تبرر ما فعلت ، لكن بعضًا من الانسانية يأبى أن تكون امرأة لم تتعد الثالثة و العشرين .. امرأة بقلب أم و طفلين .. أن تنوي ما حدث ! .. لكن فتيلة النار الذي استخدمته كان قلبها المحروق ، بكل سوء تصرف رمته على أرواح قابلة للاشتعال .. فخسر الجميع و إيّاها ، بكيت الجهراء طويلاً .. و بكي الكثيرون معهم ، لكن أحدًا لم يبك معها . وددتُ فعلاً لو أحتظنها .
اللهم ارحمهم جميعًا .

ليست هناك تعليقات: