الاثنين، 22 ديسمبر 2008

مريَم .

. . . .
صحوت صباح اليوم على أنين أختي في السادسة ، كانت تبكي عندما سألتها عن ما بها !! كل ما قمت به هو أن توجّعت معها بصمت ، انتظرت أمي حتى تأتي و غادرت لمحاضرتي الوحيدة ، رغم إني قد قررت البارحة أن لا أفعل و أمضي ضحى اليوم مع أختي لنكتشف جنس جنينها- الذّي كنت أريدها مريمًا - مع إفطار في مكانٍ ما اشتهيه معها منذ مدّة ! ، في طريقي للجامعة راودني احساس الذنب إذ تركتها دون أن أعرف ما بها ، قطع تفكيري سؤالٌ مطروح في إذاعة المارينا : ما هو اليوم الذي تتشاءم به ؟ ، بين نفسي و نفسي أجبت بأني لا أطيق الاثنين ! لكني لستُ أتشاءم به حقًا !! ، لكن كل ما يمكن أن أفعله في يوم الاثنين خاصة إن بدأ بصوت أنين ، هو أن انتظر رؤية الـ " بوبشير* " الذّي يظهر في جوٍ دافئ مثل جو اليوم ، لكنه لم يظهر ليقلب خوفي لـ راحة ! لم أنتبه في محاضرتي ، إذ كل الاتصالات مقطوعة عن المنزل ، تذكرت إني نزعت " فيشة " هاتف المنزل ، موبايل كل من أمي و أختي مغلق ، و مازال الوقت مبكرًا لأتصل على بيت خالتي - زوجها ! و اتصال أبي الملح في النصف الثاني من المحاضرة جعل تفكيري خائفًا فعلاً . . . . ، للمرة الأولى لم أستطع التحكم برجلي و تصل سرعتي لـ 150 ! الأستاذ عيسى رمضان في الإذاعة يقول أن اليوم هم يوم انقلابي ، كان وقع الجملة مخيفًا في حين إنه كان يقصد إنقلاب طول النهار و الليل ، . . أنا حقيقة لا أعير الخوف بالاُ في أغلب الحالات ، لكن الحاسة السادسة الي تلصقها بي صديقة كانت كفيلة لأن تقلب مزاجي عندما عدت للمنزل ووجدت أمي و أخي ينظران اتصال أختي بهدوء ، . . أخاف عليها لأنها قوية جدًا في كلّ الأمور إلا حين يتعلق الأمر بها ، لأنها تحتاج لراحة طويلة في يدٍ حنونة و قلب كبير يحتويها و أوجاعها كاملة ، و لأن فرصتي في أن أكون أنا من أفعل ذلك صغيرة ، أخاف عليها و أحزن لأجلها ، . . و مريم التي أنتظرها كما تفعل أختي غادرنا مبكرًا بإذنٍ من الله و برحمةٍ لا نستوعبها منه !!! // . . . دعوتُ الله كثيرًا أن يتمم عليها حملها ، و هذه الاستجابة الأفضل من الله على مايبدو !
. . . .
* كانت أمّي تقول بأن رؤية البوبشير بشرى خير ، تستطيع أن تقلب مزاجها السيء للعكس لحظة رؤيتها ، و كذلك تفعل بي !
. .

ليست هناك تعليقات: