الجمعة، 21 أغسطس 2009

’ هل أكلـّفُ الوجود شيئًا ؟ ‘

على فُسطاطِ الأمير يمامة جاثمة تَحْضن بَيْضَها ،

تركها الأميرُ تَصنعُ الحياة و ذهب هو يَصنعُ الموت .. هي كأسعد امرأة ..تَرَى وتلمسُ أحلامَها ،

إن سعادةَ المرأة أولُها وآخِرُها بعضُ حقائق صغيرة كهذا البيض !

على فسطاط الأمير يمامةْ جاثمة تحضن بيضَها ،

لو سُئِلَتْ عن هذا البيض لقالت: هذا كَنزي ..

هي كأهنأ امرأة ، مَلَكَت مِلكها من الحياةِ ولم تفتقِر ..

هل أُكلف الوجودَ شياً كثيراَ إذا كلفتُهُ رجُلاً واحداً أحبه !

على فسطاط الأمير يمامة جاثمة تحضن بيضَها ،

الشمسُ والقمرُ والنجوم، كلُها أصغرُ في عينها من هذا البيض ..

هي كأرق امرأة عرفت الرقَّةَ مرتين : في الحب ، والولادة ..

هل أُكلف الوجود شياً كثيراً إذا أردتُ أن أكون كهذه اليمامة !

على فسطاط الأمير يمامة جاثمة تحضن بيضَها ،

تقول اليمامة : إن الوجودَ يحب أن يُرى بلونين في عين الأنثى ;

مرةً حبيباً كبيراً في رَجُلها، ومرة حبيباً صغيراَ في أولادها ..

كلُّ شيء خاضغ لقانونه .. و الأنثى لا تريد أن تخضع إلا لقانونها !

أيتُها اليمامة، لم تعرفي الأميرَ وتركَ لكِ فسطاطَه ..

هكذا الحظ: عدل مضاعفٌ في ناحية، وظلم مضاعف في ناحية أخرى ..

احمدي الله أيتُها اليمامة ، أن ليس عندكم لغات و أديان ، عندكم فقط الحب و الطبيعة و الحياة . . .

~ من كتاب وحي القلم : مصطفى الرافعي .

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

مررت من هنا.